يعتبر طريق الدعوة إلى الله تعالى من الطرق الصعبة والمليئة بالعقبات وذلك بسبب صعوبة المسؤولية التي يتحملها الداعي أمام الله تعالى وأمام الناس.
ولكن الأجر عظيم وكبير جدًا عند الله، وهذه الصعوبات والعقبات تكون على الداعي الرجل والداعية المرأة.
ولكنها بالنسبة للمرأة الداعية أكثر صعوبة حيث يعترضها عقبات ومشاكل تختلف عن الصعوبات التي تواجه الرجل الداعي، لذلك سنعرض فيما يلي بعض هذه المشكلات مع بعض الحلول لها:
أولًا: أسباب المشكلة:
1-انشغال العديد من النساء بأمور الحياة عن الدعوة إلى الله.
2-عدم فهم المرأة للشريعة الإسلامية.
3-خوف العديد من النساء من عدم قدرتهن على القيام بمتطلبات هذه المكانة.
4-نظرة العديد المجتمعات من كون المرأة داعية.
5-إهمالنا في الاهتمام بإعداد جيل جديد من الداعيات.
بعد أن تعرفنا على بعض من أسباب هذه المشكلة هل هناك حلول لها؟ وكيف يمكن ذلك؟
وللإجابة على هذا السؤال نعم الحلول موجودة ومن السهل جدًا الاستفادة منها وهي:
السبب الأول:
وهو انشغال العديد من النساء بأمور الحياة وبالتالي سنجد قلة من الداعيات داخل مجتمعنا وهذه المشكلة موجودة منذ فترة طويلة في أوساط النساء والفتيات، فإذا نظرنا بدقة داخل مجتمعاتنا سنجد أن عدد النساء الداعيات قليل جدًا.
وبخاصة في ما بين الفتيات واللاتي يعتبرن أمهات الغد ولابد أن يؤسسوا بطريقة إسلامية صحيحة حتى يبنوا مجتمعًا صالحًا، لذلك على كل سيدة مسلمة تغار على دينها وتهتم به أن تشترك مع جميع السيدات اللاتي يحطن بها في الدعوة إلى الله، حتى ولو بقليل من المعلومات.
كما ينبغي أن نضع في أذهاننا (نساء ورجال) أنه لا يشترط في الداعية أن تكون كاملة وعلى قدر كبير جدًا من المعلومات.
فالكمال لله وحده ولا يوجد إنسان على وجه الأرض إلا وبه نقص في ناحية ما لكن النقص لا يجعلنا نخشى القدوم على أي عمل وبخاصة القيام بواجب الدعوة إلى الله تعالى فكل إنسان لديه العديد من القدرات والمعلومات التي يمكن أن يستفيد منها الآخرين فكل سيدة تدعو من حولها بما تعرفه أوبما عرفته وعملت به أو بما تعرفه ولم تعمل به حتى تشجع نفسها والأخريات معها.
المهم أن تكون كتلة واحدة تكمل بعضنا البعض في الدعوة إلى الله تعالى ولكل إنسان أجره عند الله تعالى، ولكن للأسف كثير من السيدات يكون لديهن الكثير من المعلومات ولكن لا يقمن بنشرها ويرجع السبب إلى انشغالهم بالبيت والأولاد والزوج وأمور أخرى.
ولكن نقول أن هذه الأمور مهمة جدًا في ذلك، ولكن لا يجب أن تأخذنا بعيدًا عن الله سبحانه وتعالى بل على العكس كلما تقربنا إلى الله تعالى وففقنا الله في أمورنا الحياتية، لذلك لابد من وجود تنظيم وترتيب وأن نعطي كل ذي حق حقه.
السبب الثاني:
عدم فهم المرأة للشريعة الإسلامية ولكن هذه المشكلة بسيطة لأن كل إنسان يستطيع أن يثقف نفسه في أي علم من العلوم عن طريق القراءة والبحث أو الدراسة هذا بالإضافة إلى الاستفادة من خبرات علماء الدين والداعيات الأخريات أو الشرعية أو حضور الندوات والمحاضرات فالمجال كبير وواسع المهم أن نستفيد ونفيد الآخرين.
السبب الثالث:
قد نجد العديد من السيدات على قدر كبير من الثقافة والمعلومات التي قد يستفيد منها الكثير من السيدات المحيطات بهن ولكن تنقصهن الثقة بالنفس والشجاعة والقدرة على توصيل هذه المعلومات لذا نقول لكل سيدة منهن أن بالتدريب والممارسة ستكتسبين الثقة بنفسك، فابدئي بإعطاء معلومات صغيرة للنساء المقربات.
ثم قومي بنشر هذه المعلومة في محيط أوسع ثم أوسع، وحتى لا تخافي تأكدي من هذه المعلومة بقرائتها في الكتاب المخصص لها أو اسألي شخص يعرف أكثر منك، المهم ألا تحتفظي بهذه المعلومة لنفسك فقط، بل انشريها بين النساء، وهذا يعتبر أبسط درجات الدعوة إلى الله تعالى.
السبب الرابع:
كثير من الناس يخافون أخذ المعلومة وبخاصة الدينية من داعية أنثى وهذا خطأ كبير لأن الدعوة إلى الله تعالى واجبة على الرجل والمرأة وليس للرجل وحده وهناك الكثير من السيدات لا يستطعن أن يحصلن على إجابة لأسئلتهن إلا بسؤال سيدة مثلهن فما السبيل إذن!!
إذن فلابد من وجود جيل جديد من الداعيات يستطعن سد هذه الحاجة، ويعتبر هذا السبب من أسباب قلة عدد الداعيات في مجتمعاتنا فلابد من الاهتمام بتكوين هذا الجيل عن طريق الدراسة والتدريب.
الكاتب: عبدالملك القاسم
المصدر: طريق الاسلام